أزمة انقطاع الكهرباء تهدد الصناعة والاستثمار

عادت من جديد ممارسات وزارة الكهرباء وشركاتها "الإنتاج والنقل والتوزيع" بمطالبة المصانع في المناطق الصناعية المختلفة علي مستوي الجمهورية بإيقاف عمليات التشغيل والإنتاج 6 ساعات يومياً علي الأقل خاصة خلال الفترة المسائية لأنها ستقوم بقطع الكهرباء في هذه الفترة بسبب عدم توافر الطاقة اللازمة لاستمرار عمليات تشغيل المصانع وقد تم إخطار المصانع بذلك رسمياً بخطابات من شركات الكهرباء مما أدي إلي حدوث أزمة بين أصحاب المصانع ووزارة الكهرباء وأصابهم الهلع والقلق والخوف وبدأوا يصرخون في كل اتجاه وتقدموا بشكاوي لاتحاد الصناعات ووزارة الصناعة والتجارة بما تقوم به وزارة الكهرباء وشركاتها وتهديدهم بقطع التيار الكهربائي مما سيترتب عليه أضراراً وخسائر فادحة لهم.

ما تقوم به وزارة الكهرباء يمثل إرهاباً خطيراً للاستثمار والصناعة المحلية وسيؤدي ذلك أيضاً إلي هروب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلي دول أخري وينتج عن ذلك كوارث عديدة من زيادة معدلات البطالة وغيرها.. وفقا للجمهورية.

ففشل وزارة الكهرباء حتي الآن في تدبير احتياجات الصناعة من الطاقة اللازمة لها مؤشر خطير يكشف مدي التراخي والإهمال واللامبالاة في هذه الأزمة وعدم البحث عن حلول مما يعرض الاستثمار والصناعة للضياع خلال الفترة المقبلة وبالتالي المستقبل مظلم جداً ويمكن أن نتعرض إلي مأساة حقيقية فالأمر ينذر بكارثة فبدلاً من تشجيع المصانع في المناطق الصناعية لتعمل بكامل طاقتها نقول لها تتوقفي عن الإنتاج 6 ساعات متواصلة تطلق عليها وزارة الكهرباء فترة الذروة لتلبية احتياجات قطاعات مثل إنارة الشوارع والمنازل في مناطق مختلفة.

وللأسف فوزارة الكهرباء وشركاتها المختلفة بدأت منذ شهور بقطع التيار الكهربائي فترات عن المناطق السكانية في القاهرة الكبري والأقاليم بالمحافظات بالتناوب بل كانت تزداد فترة انقطاع التيار الكهربائي بالمحافظات عن القاهرة الكبري ساعات أطول ولاتزال تستمر في ذلك ولا تدرك وزارة الكهرباء وشركاتها مدي ما يترتب علي قطع التيار فترات طويلة من أضرار وخسائر كبيرة بتعرض الكثير من الأغذية والمنتجات التي تم تخزينها في الثلاجات بالمنازل والمحال التجارية للتلف مما يعرض حياة المواطنين للخطر إلي جانب المرضي في المستشفيات الذي يعانون أمراضاً خطيرة فكيف يكون مصيرهم.

فالمعاناة الحقيقية من انقطاع التيار الكهربائي بدأت منذ أكثر من عامين تقريباً ولم تتحرك الحكومة ووزارة الكهرباء لإيجاد حلول سريعة وبديلة لها خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين وزارتي البترول والكهرباء كل يتهم الآخر بالتقصير وبأنه هو السبب المباشر في أزمة انقطاع التيار الكهربائي وزيادة معاناة الناس والحقيقة غائبة تماماً والمستهلك هو الضحية في كل شيء والمجني عليه.

وبالرغم من المحاولات التي أشيع عنها أن الحكومة ستقوم باستيراد كميات من الغاز اللازم من العراق بعد زيارة رئيس الوزراء إليها الفترة الماضية إلا أنه للأسف اكتشفنا أن شبكة الغاز الموجودة حالياً نن تتحمل كميات الغاز المستهدف استيرادها مما يعد كارثة خطيرة فكيف لحكومة الدكتور هشام أن تتعرض لمثل هذا المأزق والتساؤلات هي هل ستتعاقد وزارة الكهرباء مع المستوردين ثم تعيد البيع للمستهلكين أم سيتعاقد كل مستورد مع عدد من المستهلكين وهل سيكون هناك أكثر من سعر للغاز للمصانع الجديدة وهل ستستمر وزارة الكهرباء في الاستهلاك الكثيف للغاز أم تتحول في المشروعات الجديدة إلي أنواع وقود أخري كالفحم.

لاشك أن الأزمة خطيرة جداً مع د.......... فصل الصيف حيث درجة الحرارة المرتفعة جداً فانقطاع التيار الكهربائي خلال الصيف سيكون كارثة لذا يتطلب سرعة التحرك قبل تفاقم الأزمة وإيجاد حلول واقعية لها.