وزير الطيران: خطتنا فى المرحلة المقبلة تركز على تنفيذ مشروعات تطوير المطارات

أكد المهندس عبدالعزيز فاضل، وزير الطيران المدنى أنه جاء لتنفيذ خطة الحكومة الانتقالية الحالية، وتعليمات رئيسها الدكتور حازم الببلاوى، التى تقضى بعدم إقصاء أى من أبناء الوزارة الأكفاء من عملهم، أيا كان انتماءهم السياسى أو الدينى، وإنصاف الذين ظُلموا خلال الفترات السابقة. وقال «فاضل»، فى حواره لـ«المصرى اليوم» إن خطة الوزارة فى المرحلة المقبلة تركز على تنفيذ مشروعات تطوير المطارات، وهى قيد التنفيذ، وإنشاء مطارات جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص، وإلى نص الحوار: ■ ما الرؤية التى قدمتها للدكتور حازم الببلاوى ليستقر على تكليفكم بحقيبة الطيران المدنى؟ - بداية لقائى بالدكتور حازم الببلاوى لم يزد على نصف ساعة وهذه مدة لا تكفى لتقديم رؤية عن مستقبل صناعة الطيران المصرى، لكن كان أمام الدكتور الببلاوى سيرة ذاتية لكل المرشحين الجدد لتولى حقيبة الطيران، رغم أنه كان هناك اتجاه قوى للإبقاء على المهندس «وائل المعداوي» لطيب سمعته وخبرته الكبيرة، أما الأسماء الجديدة التى كانت مرشحة معى، سواء التقت رئيس الوزراء أم لم تلتقه فكلها كفاءات مشهود لها بالوطنية والإخلاص، كاسم اللواء طيار «حسن راشد» والدكتور «أشرف زكى»، لكنى على يقين بأن العناية الإلهية هى من اختارنى للمهمة التى أدعو الله أن يوفقنى لها، ثم تأتى بعد ذلك مؤهلاتى العلمية والعملية وخبراتى الممتدة فى الطيران المدنى لأكثر من ٢٥ عاما، أى من قبل تشكيل وزارة الطيران المدنى بـ١٥ عاماً.
■ لماذا تقدمت باستقالتك فى الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسى؟ - ما أخرج الناس للثورة من جديد جملة أسباب، منها التردى المزرى فى الاقتصاد وفى بيئة العمل وفى منظومة الحكم، وكذلك الانحراف عن المسار الصحيح لثورة ٢٥ يناير، وسيطرة فصيل بعينه على مقدرات الدولة، كل هذه الأسباب إضافة إلى جملة أسباب أخرى فى بيئة العمل جعلتنى أتقدم باستقالتى ليس هروباً من المسؤولية، لكن لعلها تكون قرعاً على ناقوس الخطر، واستئصال هذه الأسباب من منظومة الطيران هو بداية العودة للطريق الصحيح.
■ أفهم من حديثك أن هناك اتجاها لإبعاد كل من تولى منصبا قياديا خلال فترة حكم الرئيس السابق مرسى فى إطار ما يسمى الأخونة؟ - الحكومة الحالية تنادى بالمصالحة الوطنية بين أبناء الوطن وعدم إقصاء أى مواطن من منصبه أو عمله، أيا كان انتماءه السياسى أو الحزبى أو الدينى طالما يتمتع هذا المواطن بالكفاءة والإخلاص والانحياز للمصلحة العليا لوطنه، وفلسفة الحكومة هى رفع الظلم عمن قهروا خلال الفترة الماضية، وتمكين الشباب وتأهيلهم للمرحلة المقبلة، ورفع المعاناة عن المواطنين عامة والعاملين فى قطاع الطيران خاصة.
■ ما استراتيجية الطيران المدنى خلال الفترة المقبلة؟ - قبل عشر سنوات ونحن عاملون بقطاع الطيران كنا نحرج من وضعية المطارات المصرية أمام الأجانب، وأيضا الأخوة العرب الذين كثيراً ما كانوا يرددون أن مطار القاهرة بوضعه لا يليق بمكانه مصر، لذا فإن المشروعات التى تم إنشاؤها جاءت فى الوقت المناسب، مثل مبنى الركاب الجديد رقم ٣ بمطار القاهرة، والتوسعات والتجديدات فى المطارات السياحية كشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، وأيضا مطار برج العرب، وكل هذه المشروعات كانت ضرورية ونحمد الله أنها تمت فى العقد الماضى، واستكمالا لما سبق فإن وزارة الطيران المدنى كانت قد تعاقدت مع مكتب استشارى عالمى لعمل دراسة اقتصادية لإنشاء عدد من المطارات الجديدة فى مصر بنظام B .O .T، خاصة فى غرب القاهرة سواء فى مطار ٦ أكتوبر أو فى مكان آخر، لتخفيف الضغط على مطار القاهرة، إضافة إلى عدد من المطارات فى المناطق السياحية المصرية وفقا لتوصيات الدراسة، وأيضا سيتم إنشاء قرية بضائع عالمية بالإسكندرية، بالإضافة لاستغلال المناطق المحيطة بمطار القاهرة فى المشروعات الاستثمارية بنظام B.O.T، كما سنعمل على إحلال وتجديد أسطول «مصر للطيران» ومضاعفة عدد طائراته بتزويده بعدد ٤٥ طائرة حديثة حتى عام ٢٠٢٠، وبعدد مماثل حتى عام ٢٠٢٥.
■ كيف ترى تخوفات البعض من د.......... القطاع الخاص فى مشروعات الطيران المملوكة للدولة، ولعل مشكلة شركة «ماليكورب العالمية» ليست ببعيدة؟ - قضية شركة «ماليكورب» حالة استثنائية، والظروف الاقتصادية الحالية للبلد لن تساعدنا على تحقيق طموحاتنا، وأى مستثمر سيقيم استثماراً لمدة محددة وفقا للعقود، ولن يضر مصر، بل سيحقق لها عوائد سواء كانت فى صورة ضرائب أو رسوم، وسيفتح فرص عمل ضخمة للشباب، لذلك دعنا لا ننظر إلى تجربة «ماليكورب» ونتخذها نموذجاً، بل ننظر إلى تجربة مطار مرسى علم التى خلقت منطقة سياحية واعدة ومجتمعا مصريا جديدا.
■ هل نجحت تجربة الـb.o.t فى دول أخرى؟ - الدول التى لا تعانى من أى مشاكل اقتصادية ولديها فوائض ضخمة تسير فى هذا الاتجاه، فالسعودية مثلاً اتجهت إلى هذا النوع من الاستثمار وهى الآن تنشئ مطاراً جديداً فى المدينة المنورة، لاستيعاب الحركة المتزايدة على مطار الأمير محمد، وتركيا أيضا والمغرب وكذلك روسيا.
■ اشتكت شركات الطيران الخاص المصرى من أن وزارة الطيران المدنى والسلطة تعملان على تحقيق احتكار الأجواء لصالح شركة «مصر للطيران»، ما تسبب فى خسائر لعدد من الشركات وخروجها من العمل؟ - عدم استيعاب الطيران الخاص المصرى فى منظومة الطيران أضر بمصر واقتصادها، وفتح المجال أمام هذه الشركات سيحقق الكثير لمصر سواء من خلال جلب أفواج سياحية أو توفير فرص عمل للشباب، ومصر للطيران خلال المرحلة المقبلة ستعتمد، فى منافستها، على اعتبار أنها الأفضل وليس لأن المسافر لا يوجد أمامه بديل غيرها، خاصة أن هذه السياسات لن تجدى فى المستقبل القريب فى ظل تطبيق فكر السماوات المفتوحة، وسأعقد اجتماعاً مع الشركات المصرية لكى تعمل جنباً إلى جنب مع «مصر للطيران» وفقا لقدراتها وحجم أسطولها، وأرحب بأى شركة خاصة غير مصرية ترغب فى العمل فى مصر. ■ كيف ترى شكاوى المواطنين بسبب ارتفاع أسعار «مصر للطيران»؟ - نعم أتفق معك أن أسعار التذاكر خاصة الداخلية مرتفعة جدا، لكن هناك أكثر من جهة تحصل على حصص من قيمة التذكرة، فى مقدمتها وزارة المالية التى تستحوذ على نصيب الأسد من قيمة التذكرة كضرائب، لكن خلال الفترة الحالية يشعر المواطن بأن هناك تغييرا فى الأسعار والخدمة خاصة بعد د.......... شركة «سمارت» للعمل على الخطوط الداخلية وتقديمها تذكرة اقتصادية.
■ ماذا يأتى فى قائمة أولويات الوزارة للمرحلة المقبلة؟ - سوف أعطى الأولوية فى الفترة القادمة للمشروعات التى بدأ العمل فيها بالفعل، فسيتم الاستمرار فى خطة تطوير وتوسيع المطارات، واستكمال المشروعات التى بدأت لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية، فمن المشروعات الجارى تنفيذها مبنى الركاب رقم «٢» ومطار شرم الشيخ ومطار الغردقة ومطار النزهة وفندق مطار القاهرة الدولى، وهذا الفندق الذى قارب على الافتتاح سيخدم شريحة كبيرة من السياح والركاب وأطقم الطائرات، وبالنسبة لـ«مصر للطيران» سيتم تشغيل الخطوط التى تم تعليقها بسبب الظروف التى مرت بها مصر، وسيتم فى الفترة القادمة التوسع فى الخطوط الأفريقية، فنحن مازلنا بعيدين عن أفريقيا ولم نغطها بخطوط كما يجب، ولذلك لابد من تعزيز تواجدنا هناك. ■ ماذا عن نشاط الإسعاف الطائر؟ - الإسعاف الطائر لابد أن يعاد النظر فيه إذا لم تكن هناك اتفاقيات لتشغيله تضمن دخلاً، الأمر الذى تتحتم معه إعادة طرح الفكرة القديمة التى تتمثل فى عمل وثيقة تأمين ضد الحوادث للسياح من خلال فرض قيمة عن كل ليلة سياحية يضمن بموجبها السائح أن يتم نقله إلى بلده بالإسعاف بناء على رغبته، ومن ثم يصبح هناك تمويل لهذه الطائرات، وبالتالى تصبح متاحة للمواطن المصرى بالمجان عند الحاجة للتدخل السريع لنقل المصابين فى حوادث الحرائق أو الطرق، سواء من الصعيد أو البحر الأحمر إلى أى مستشفى بالقاهرة ذى إمكانات أعلى، وهذا الموضوع سيتم طرحه وعرضه ومناقشته مع هشام زعزوع، وزير السياحة، فى القريب العاج