خبير: البورصة ستستمر فى التحرك العرضى الأسبوع الجارى

كتب محمود عسكر

قال إيهاب سعيد خبير سوق المال، إن مؤشر البورصة الرئيسى EGX30 واصل تحركاته العرضية للأسبوع الرابع على التوالى، وإن اختلفت نسبيا عن الأسابيع الماضية كونها جاءت مائلة للهبوط بفعل استمرار تأثر السوق بصفقة أوراسكوم للإنشاء والصناعة التى تحرك سهمها أغلب جلسات الأسبوع فى نطاق ضيق للغاية لم يتجاوز الخمسة جنيهات.

ومن المعروف أن السهم يمثل تقريبا ثلث مؤشر السوق، ومن ثم جاءت تحركاته معبرة تماما عن أداء السهم، وكذلك بقية القيادات فقد بدأ واضحا أيضا تأثرها بالأداء السلبى لسهم أوراسكوم للإنشاء، وكذلك بسبب استمرار الغموض الذى مازال يكتنف الوضع السياسى، فقد مال أيضا أداء سهم أوراسكوم تيليكوم إلى ذات التحركات العرضية قرب مستوى الـ 4,25 جنيه أغلب الجلسات، فيما شهد سهم البنك التجارى الدولى ضغوطا بيعية واضحة دفعته على الاقتراب من أدنى مستوى سعرى له منذ نهاية ديسمبر الماضى عند الـ 33,61 جنيه قبل أن يعاود ارتداده فى أعقاب الإعلان عن نتائج أعمال إيجابية، ويتحرك أعلى مستوى الدعم قرب الـ 34 جنيها.

ولم يختلف الحال كثيرا فى سهمى المجموعة المالية هيرميس القابضة والعز لصناعة حديد التسليح فقد مال أداؤهم أيضا إلى التحركات العرضية المائلة للتراجع صوب مستويات الدعم الخاصة بكل منهما وهى الـ 10,80 والـ 10 جنيهات على التوالى.

وأما فيما يت..........بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فقد فشل فى مواصلة أدائه الإيجابى، وبدأ واضحا تأثره بالأداء السلبى لغالبية الأسهم القيادية التى أثرت بدورها سلبا على غالبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة ليفشل المؤشر فى تجاوز مستوى المقاومة قصير الأجل عند الـ 495 نقطة، ويعاود تراجعه فى اتجاه مستوى الدعم السابق قرب الـ 470 - 468 نقطة فى ظل عمليات جنى أرباح قوية على غالبية الأسهم التى شهدت ارتفاعات قوية خلال الفترة الماضية وعلى رأسها قطاع النقل.

وأما عن أبرز أحداث الأسبوع، فقد انحصرت فى ظهور العديد من التصريحات للدرجة التى يمكن معها أن نطلق عليه "أسبوع التصريحات".. فامتلأ الأسبوع بمجموعة من التصريحات لمختلف المسئولين وغير المسئولين وبطبيعة الحال كانت لها تأثيرات واضحة على أداء سوق الأسهم، وأبرز تلك التصريحات هو ما جاء على لسان محافظ البنك المركزى الجديد هشام رامز، حين أكد على أنه يملك من السياسات النقدية ما يمكنه من السيطرة على معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة!!.. وضرب مثالا بمن احتفظ بالدولار منذ عام 2004 حتى الآن، إنه يستعيد خسائره التى فقدها فى فارق العائد على الجنيه يستلزم أن تتراوح أسعار الدولار الآن حول الـ 13 جنيها فى إشارة واضحة للمضاربين وهواة الدولرة، وأن الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى سعر الصرف مما يعنى ضياع فرصة الحصول على العائد المرتفع للجنيه أمام العملات الأخرى.

ولكن ما أثار دهشة العديد من المتابعين أن اليوم التالى مباشرة شهد تصريحات مغايرة تماما لأحد كبار رجال الأعمال المعروف بانتمائه لحزب "الحرية والعدالة" حول توقعاته بتدهور جديد فى قيمة العملة المحلية!.. الأمر الذى طرح العديد من التساؤلات حول هذا التصريح وتوقيته.. كونه جاء فى صبيحة اليوم التالى مباشرة لتصريحات المحافظ!!..فهل هى بداية للتدخل فى السياسة النقدية من قبل أحد قيادات الحزب الحاكم؟..أم هى وسيلة للضغط على المحافظ لتعويم قيمة الجنيه بما يكون فى صالح بعض رجال الأعمال؟ أم ماذا؟

وأضاف سعيد، أنه بعيدا عن التصريحات الاقتصادية فقد كانت هناك أيضا تصريحات سياسية لا تقل أهمية عن سابقتها لاسيما بين مؤسسة الرئاسة وحزب النور، بعد أن إقالت الأولى أحد القيادات البارزة فى الحزب الدكتور خالد علم الدين، لتبدأ على أثرها حرب التصريحات بين الجانبين، حول أسباب تلك الإقالة، لاسيما وأن توقيتها أيضا يطرح العديد من التساؤلات!..فهل هى رد من الرئاسة على موقف حزب النور الأخير؟ أم أنها بالفعل جاءت نتيجة لاستغلال المنصب كما أشيع؟

وعلى كل حال من المعروف أن مثل هذه التصريحات لاسيما الاقتصادية قد تكون لها آثار غاية فى الخطورة على الوضع الاقتصادى بشكل عام والبورصة المصرية بشكل خاص، ولذا يجب أن تترك التصريحات لأهلها، ويكتفى الجميع بالقيام بواجباته بعيدا عن التدخل فى أعمال الآخرين إذا ما كنا نريد بالفعل صالح هذا البلد!

وبالنظر إلى قيم وأحجام التعاملات بجلسات الأسبوع الماضى فسيتبين أنها واصلت تدنيها بشكل ملحوظ لتتراوح بين الـ 310 - 390 مليون جنيه تعاملات يومية وهى تقريبا نفس المستويات التى شهدها الأسبوع قبل الماضى، فلازالت حالة الحيرة والترقب لدى كافة فئات المستثمرين هى العامل المؤثر فى استمرار تراجع قيم وأحجام التعاملات، ونتصور أن تستمر تلك الحالة لحين ظهور محفزات جديدة تدفع المتعاملين على العودة للسوق لاسيما فيما يت..........بالوضع السياسى.

وأخيرا وعن توقعاتنا لأداء كلا المؤشرين بجلسات الأسبوع الحالى، والبداية كما هى العادة مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30 فلازالت رؤيتنا كما هى تجاهه فى استمرار التحركات العرضية بين مستوى الدعم السابق قرب الـ 5500 نقطة كحد أدنى ومستوى الـ 5800 نقطة كحد أعلى انتظارا لظهور أى محفزات جديدة.